التعافي الحضري

يعدّ الإنعاش الحضري عمليّة تولّدها أفعال التشلّع والاندثار، وتؤثّر هذه الأعمال على الديناميات الملموسة وغير الملموسة للمدينة وتشمل الاحتلال، والتخطيط الإنمائي غير العادل، والتدهور الاقتصادي، والصراع، والكوارث الطبيعية. وبالتالي لا ينحصر الانعاش الحضري بإطار زمني أو مكاني مُحدّد، بل يتقاطع مع النزوح والسياسة وعلاقات القوّة على اختلاف اللحظات الزمنية والجغرافية. وهو في شكله المتطرّف عبارة عن عملية إعادة تشكيل، تستجيب لجميع نقاط الضعف والهشاشة الحضرية.

يستكشف هذا المجال البحثي نماذج ومناهج مختلفة للإنعاش الحضري، ويبحث في كيفية استعادة الأبعاد المكانية والاجتماعية - الثقافية والمتخيّلة للوجود الحضري، وفي إمكانية أرشفتها من جديد. يركِّز البحث على إنعاش المدن والمساحات الطبيعية التي تأثّرت بنزاعات في المنطقة العربية، وينظر إلى الثقافة بوصفها محفِّزاً لاستراتيجيات الإنعاش المتموضعة في المكان والمتمحورة حول الناس والتراث. أمّا من الناحية العملية فينطلق هذا المجال البحثي من منطق تصاعدي وتشاركي ودامج وعادل اجتماعياً.