مختبر المدن في بيروت هو مختبر بحوث تعاوني ومُتعدّد التخصّصات. ينتج المختبر معرفة علمية حول التحضّر في لبنان من خلال توثيق عمليّات التحوّل المستمرّة في البيئتين الطبيعية والعمرانية وتحليلها. إنطلاقاً من موقعه في الجنوب العالمي، يتموضع المختبر كمحاور ومساهم في النقاشات الأكاديمية حول التحضّر التاريخي والمعاصر. نسعى في المختبر إلى تحقيق رؤيتنا في بناء نظام تغيير قائم على البحث النقدي والتفاعلي، يقوده مواطنو ومواطنات المدن ومجموعاتها الطامحة إلى مدن عادلة ودامجة وقابلة للحياة.

• إنتاج المعرفة المؤثّرة ونشرها من خلال تطوير الدراسات والتحقيق النقدي والتوثيق
• تقديم التصميم كممارسة انعكاسية بالغة التأثير
• تطوير أساليب تجريبية وأدوات مُبتكرة للتحقيق
• تعزيز خبرات التعلّم من خلال التدريب والتوجيه وتبادل المعرفة
• رعاية الشبكات التي تدعم منظومة التغيير على مستويات عدّة
• إشراك الجماهير من خلال التأثير على المناقشات الأكاديمية وصنع السياسات والنشاطات والممارسة المهنية
  

أنشأت منى حرب وهويدا الحارثي ومنى فوّاز وحدة إعادة الإعمار بعد الحرب، ضمن برامج الدراسات العليا في التخطيط والسياسة والتصميم الحضري في الجامعة الأميركية في بيروت. أجرين بحوثاً وحلقات تدريسية وورش عمل تهدف إلى التأثير على عملية التعافي بعد الحرب من خلال آليّات تشاركية دامجة تنفّذ في مواقع عدّة في جميع أنحاء البلاد، بحيث سوف يمهّد هذا العمل الطريق أمام مساعٍ تعاونية بين اختصاصات عدّة في قسم الهندسة المعمارية والتصميم.

في السنوات التالية، بدأ أعضاء هيئة التدريس العمل على سلسلة من المشاريع المشتركة ومعالجة مجموعة من التحدّيات المرتبطة بالتخصّصات المختلفة، ما عزّز التعاون مع علماء الاجتماع والمهندسين والمخطّطين والمصمّمين، ودمج البحوث الأكاديمية والتربوية مع مشاريع المؤسّسات العامّة والمجموعات الناشطة في المدينة، وقد درست هذه المشاريع العديد من القضايا منها: عسكرة الفضاء العام، والانتعاش المكاني بعد الكوارث، وتحوّل المشاعات الحضرية. كذلك نشر أعضاء هيئة التدريس أوراقاً أكاديمية وكتباً تقليدية ومقالات صحافية، وشاركوا أعمالهم من خلال تقديم عروض عامّة في أماكن محلّية صغيرة ومفتوحة، إضافة إلى طباعة المنشورات وتوزيعها في الصحافة المحلّية.

ومن المبادئ الأساسية التي قامت عليها هذه المشاريع التعاونية هو استخدام ونشر الخرائط كوسيلة تحليلية للبحث، والإيمان بدور الخريطة كأداة تواصل ملائمة. وقد أثمرت هذه المشاريع، تدرّجياً، نهجاً مبتكراً لدراسة التحوّلات الحضرية والنهوض بالمدن الدامجة، ويضفي الطابع الديمقراطي على المعرفة الأكاديمية مع الإقرار بضرورة الانخراط في الفكر والتقنيات النقدية المعاصرة.

عملنا بكدّ لدمج هذه المبادرات في إطار مركز بحثي، وأثمرت جهودنا في العام 2018 عندما أسَّس كلّ من هويدا الحارثي ومنى فوّاز وأحمد غربية ومنى حرب مختبر المدن في بيروت في كلّية مارون سمعان للهندسة والعمارة (MSFEA). وكان الهدف الرئيسي تعزيز العمل التعاوني وإضفاء الطابع المؤسّسي عليه، إضافة إلى تحقيق الرؤية المشتركة لكيان أكاديمي يساهم في خلق منظومة تغيير تتطلّع إلى مدن عادلة ودامجة وقابلة للحياة، على أن يكون موجّهاً بالبحث النقدي والتفاعلي، وبقيادة مواطنين ومواطنات وتجمّعات حضرية ملتزمة وناشطة في الجنوب العالمي. يشمل المختبر مجموعة من الباحثين الموهوبين والمتحمّسين، منهم طلاب سابقين في كلية مارون سمعان للهندسة والعمارة ومنهم انضمّوا إلى الفريق نتيجة العمل على قضايا تتقاطع مع قيمهم.

يسعى مختبر المدن في بيروت إلى بناء شبكة علاقات متينة تدعم الأنظمة الإيكولوجية المساندة للتغيير على مستويات متعددة وعابرة للحدود الجغرافية والاختصاصات. يتعاون المختبر في مشاريعه مع علماء وباحثين ومعاهد وهيئات حكومية وناشطين ضمن نطاق العمل بالإضافة إلى فئات واسعة من المحترفين والمجموعات الشعبية والمجتمعات المحلية.