الشغور السكني في بيروت ودوافعه 2023

منى فواز, عبير زعتري
الشغور السكني في بيروت ودوافعه 2023
مبنى شاغر في بيروت (الصورة: مختبر المدن في بيروت، 2023)

إن عواقب ارتفاع نسب الشغور واضحة في بيروت. في سياق تكاليف السكن الباهظة وأزمة السكن المتفاقمة، تمثّل الشقق الفارغة فرصة ضائعة لتأمين السكن اللائق.

بينما تتصاعد نسب الشغور السكني في العديد من المدن حول العالم، بالأخص تلك التي تنوء تحت وطأة الأمولة، يتأثر السكان والهيئات العامة على حدٍ سواء بتبعات الشغور الوخيمة كأزمات السكن والركود الاقتصادي ونقص في الخزينة العامة. لم يستثنِ تفاقم الشغور السكني مدينة بيروت التي تتعرّض لتدهور على المستوى السكني بسبب ممارسات المضاربة العقارية الممتدّة منذ أعوام طويلة، أضف إليها الأزمة المالية الخانقة الأخيرة التي تعصف بالبلاد. وعلى الرغم من توافر الأدلة على وجود أزمة حادة في القطاع السكني، يحدّ غياب البيانات اللازمة لتقييم نطاق الشغور وانتشاره من فرص التدخّل.

بناءً على ما سبق، أجرى مختبر المدن في بيروت مسحًا عن الشغور السكني في المدينة في صيف عام 2023 شمل عيّنة تمثيلية من المباني في بيروت الإدارية مقسّمة على قطاعات السوق الأربع. نقدّم في هذا التقرير البحثي وعنوانه "الشغور السكني في بيروت ودوافعه 2023" نتائج الدراسة الأساسية وتحليلنا لها. يقيّم التقرير حدّة الشغور السكني وانتشاره في مدينة بيروت ويستخلص النقاط المفصلية الخمس التالية:
الشغور السكني في بيروت ودوافعه 2023


مديرة المشروع: منى فواز
المؤلفتين: منى فواز وعبير الزعتري
منسقة البحوث: عبير الزعتري
فريق البحوث: ديفيد وهبة، علي غدار، ديما هيدموس
فريق  إعداد خرائط GIS والتصوير البياني: عبير شعيتلي وشريف الترحيني
التصميم: كريم شلطف
الترجمة: زينة الحص
الهيئة المموّلة: المجلس النرويجي للاجئين

1- تؤكد الدراسة بأنّ العاصمة اللبنانية تعاني بالفعل من نسب شغور عالية إلى حدّ مقلق (حوالي 20%) لا تفرّق بين الأحياء السكنيّة الثريّة والفقيرة وتشمل جميع مباني المدينة تقريبًا.


2- تبيّن الدراسة أن أسعار الشقق ترتفع مع ارتفاع نسب الشغور حيث تصل نسبة الشغور السكني إلى 31% في القطاع الفاخر.

3- تكشف الدراسة أن الشغور السكني في لبنان مزمن وطويل الأمد حيث تظهر بأن ما يقارب ثلاثة أرباع عدد الوحدات السكنية الشاغرة التي خصّها المسح ظلّ شاغرًا لمدة تزيد عن عامين.

4- تؤكد الدراسة على قوّة تأثير ممارسات المضاربة على القطاع السكني في بيروت بعد الحرب الأهلية إذ سُجّلت النسب الأعلى للشغور في الشقق التي أنشئت بعد فترة الحرب الأهلية.

5- تظهر الدراسة أن جميع الشقق الشاغرة التي شملها المسح تقريبًا (90%) بحالة جيّدة وقابلة للسكن وللاستخدام إذا تمّ تشجيع مالكيها على ذلك. 

وبالنظر إلى دوافع الشغور يجد التقرير بأن أزمة الشغور السكني ناجمة فعليًا عن إطار سياساتي يحفّز ممارسات المضاربة، ويوصي صنّاع القرار باتخاذ الخطوات اللازمة فورًا، بدءًا من إلغاء الإعفاءات من ضريبة الشغور على الوحدات الفارغة. وهذه الخطوة، كما ينصّ التقرير، هي الأولى من مجموعة خطوات ضرورية لتنشيط الرصيد السكني الحالي بوسائل مسؤولة بيئيًا واجتماعيًا.

نسب الشغور على مستوى المبنى في قطاعات السوق في بيروت
نسب الشغور على مستوى المبنى في قطاعات السوق في بيروت
توزيع الوحدات الشاغرة حسب مدة الشغور في قطاعات السوق العقارية في بيروت
توزيع الوحدات الشاغرة حسب مدة الشغور في قطاعات السوق العقارية في بيروت