الإسلام والترفيه: التفاوض بشأن الأخلاق والجغرافيا في جنوب بيروت الشيعي
يبحث كتاب الإسلام والترفيه لمنى حرب ولارا ديب، في كيفية تحوّل جنوب بيروت إلى وجهة ترفيهية حيوية تزخر بالمقاهي والمطاعم التي تجذب الشباب العصري الأنيق والمتديِّن. حازت المؤلفة على جائزة كتاب جمعية الصداقة البريطانية الكويتية لعام 2014، وحصدت أحد الألقاب الأكاديمية الاستثنائية في العام 2014 وفق تصنيف "شويس ريفيو". يستكشف الكتاب الآثار التي خلّفتها المؤسّسات المذكورة على المعايير الأخلاقية والممارسات المكانية والتجارب الحضرية للمجتمع اللبناني، سواء بنقله الأصوات المتنوِّعة للشباب المسلم الشيعي الذي يبحث عن أماكن للتسكّع، أو تصويره مساعي مسؤولي حزب الله إلى حثّ جيل "الميديا" على الانخراط السياسي، أو إظهاره قلق الزعماء الدينيين من فقدان الشباب اللبناني "البوصلة الأخلاقية". يقدّم "الإسلام والترفيه" نظرة أصيلة ومتقدّمة عن الترفيه في العاصمة اللبنانية.
ما الذي يجعل من مقهى مكاناً مناسباً من الناحية الأخلاقية؟ كيف يتفاوض الناس على الأخلاقيات باختلاف الأماكن؟ وما هي الظروف التي قد تدفع بمسلم متديِّن إلى ارتياد مقهىً يقدّم الكحول؟ تلقي المؤلفتان الضوء على التوتّرات والتعقيدات التي تفاقمت نتيجة تعدّد السلطات الدينية والسياق الطائفي المحفوف بالمخاطر والحراك الطبقي، وأسباب توجّه الجيل الجديد إلى التسليم بالدين على الرغم من رغبته بالتسلية والمتعة في الوقت نفسه. تبّين الباحثتان التغيّرات السياسية والاقتصادية والدينية والاجتماعية التي حدثت منذ العام 2000، وتدرسان تأثير الترفيه على الواقع الاجتماعي والسياسي والحضري في لبنان. يقدّم "الإسلام والترفيه" فهماً للجماعة الأقوى في لبنان اليوم من خلال تأكيده على صعوبة الفصل بين الأخلاق والجغرافيا، التي لا يمكن فهم أحدها بمعزل عن الأخرى.
عرضت مجلة جدلية مجموعة من الأسئلة والأجوبة المتعلّقة بهذا الكتاب.كما نظّم مركز الدراسات العربية والشرق أوسطية (CAMES) في الجامعة الأميركية في بيروت ندوة عن الكتاب بتاريخ 28 آذار، 2014 في الجامعة الأميركية في بيروت، تخلّلتها مداخلات لكلّ من لاله خليلي (أستاذة سياسة الشرق الأوسط في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية)، وجان - بابتيست بيسكيه (باحث في المهعد الفرنسي للشرق الأدنى IFPO-Beirut)، ورشا الأطرش (مديرة تحرير جريدة المدن الإلكترونية).يمكنكم مشاهدة فيديو الندوة هنا.