تتمثّل رؤية مشروع "منطقة بيروت العاشرة" في تحوّل ساحل بيروت وواجهتها البحرية إلى المعلم الأساسي في المدينة، أي صورتها الرمزية التي تعكس الهوية الفريدة للعاصمة. يُترجَم ذلك بالتزام بالدفاع عن ساحل بيروت كمساحة متواصلة ومُتاحة ومشتركة تلعب دوراً يحفّز اقتصاد المدينة بأكملها، مع الحفاظ على قيمها الثقافية والاجتماعية والبيئية من أجل الأجيال الحالية والمستقبلية.
ضمّت المبادرة المشتركة بين برنامج "العدالة الاجتماعية والمدينة" و"بيروت مدينتي" عدداً من المصمِّمين المدنيين ومهندسي المساحات الطبيعية والمخطِّطين والبيئيين الذين استثمروا وقتهم وقدراتهم البحثية والفكرية ومعارفهم في إنتاج هذا المستند. شارك طلّاب وأساتذة جامعيون ومهنيون مستقلّون في إعداد الدراسة، وكانوا عناصر فاعلين في النضال من أجل حماية الأملاك البحرية. اعتمد في تطوير هذه الدراسة على المعرفة المُتراكمة عبر النقاشات الجماعية والبحوث الفردية والجماعية والمناظرات وورشات العمل وعشرات المؤتمرات، التي تتناول التحدّيات أمام حماية الساحل اللبناني. ومع ذلك، قدّمت بحوث جديدة مبنية على بيانات تم إستقاؤها من مصادر أوّلية، بما في ذلك أرشيف المؤسّسات الرسمية والبحوث الأكاديمية والدراسات الاستقصائية المباشرة والسجّلات العامّة، من أجل تقديم صورة كلّية عن التحدّيات التي تواجه الساحل اليوم، والتي يُصاغ على أساسها اقتراح عملي حول تقسيم جديد ومنقّح لساحل بيروت.
تدعم عمليات المسح المُقدّمة في هذا المستند رؤيةً لواجهةٍ بحرية مدينية مفتوحة ومجانية ومُتاحة للجميع. تتطلّب هذه الرؤية عملية معاكسة للخصخصة المستمرّة لشاطئ بيروت، وكذلك ترفض تسخير الإمكانيات الاقتصادية للشاطئ في خدمة: (1) قلّة من المستثمرين الذين يملكون منتجعات خاصّة ومطاعم تغلق أجزاءً أساسية من الواجهة البحرية. (2) مطوّرو البناء الذين يستغلّون الإطلالة البحرية من أجل بيع شققٍ بملايين الدولارات في الشارع المقابل. تعتبر الرؤية المطروحة أن الواجهة البحرية عامل أساسي في الحفاظ على القيم البيئية والاجتماعية للساحل، وتلعب دوراً في اجتذاب الزائرين إلى نشاطات ترفيهية يستفيد منها الاقتصاد المديني القائم على التبادل عبر تشجيع تشييد المطاعم والمنشآت الترفيهية في الأحياء المجاورة. إلى ذلك، تعدُّ هذه الرؤية نابعة من الممارسات التاريخية والمعاصرة لتنمية وتطوير المدينة، وهو ما يبرز من خلال توزيع الفنادق الأساسية داخل مناطق بيروت الحيوية.