عُقد مؤتمر مناظرات المدينة في الأول من نيسان حتى الرابع من نيسان 2019، وسعى إلى تحدّي النظريات الأكاديمية المهيمنة عبر البحث في قدرة النازحين كرأس مال اجتماعي، والنظر إلى البيئات الحضرية التي اختبرت العنف المطول كأرشيف، وصياغة إعادة الإعمار كممارسة اجتماعية ومكانية.
عناوين المؤتمر
في عالمنا الحديث الحافل بالصراعات العنيفة، بلغت نسبة التهجير المتعمد مستويات غير مسبوقة، حيث يتمّ تهجير شخص واحد بالقوة كلّ ثانيتين. في عام 2017، ووفقاً للمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، تسببت النزاعات عدداً قياسياً باقتلاع أكثر من 3 ملايين شخص من أراضيهم، مشكلةً بذلك أكبر زيادة يتمّ تسجيلها خلال عام واحد على الإطلاق. وقد أصبحت مسألتا النزوح وإعادة الإعمار أكثر أهمية من أي وقت مضى مع بلوغ العدد الإجمالي للنازحين في جميع أنحاء العالم 68.5 مليون شخص بحلول نهاية عام 2017. في الدراسات المعمارية والحضرية الحديثة، يعتبر مسارا 'إعادة الإعمار' و'النزوح' مختلفين تماماً بحيث لا يثيران الجدل الأكاديمي بما يكفي أو لا يقدمان نظريات جديدة تفعّل النقاش بينهما. وبينما يرتبط مفهوم 'إعادة الإعمار' غالباً باستعادة المساحات الحضرية المنتهكة مادياً، يبرز 'النزوح' كمفهوم متمحور حول الإنسان، يشمل الأبعاد الاجتماعية والزمنية للهجرة البشرية نحو الأمان والمأوى، دون أخذ الأبعاد المكانية للنزوح البشري بعين الإعتبار. ويناقش مفهوم 'إعادة الإعمار' من حيث تقاطعه مع النزوح المطول بإسهاب في المجال الأكاديمي ولكنه يتطلب المزيد من النقاشات النقدية. وبينما يحتل'النزوح' تركيزًا رئيسيًا في الأبحاث والدراسات التاريخية والحضرية والأنثروبولوجية والجغرافية والثقافية، فإن النظريات الناشئة حول هذا المفهوم تستدعي مناقشات عابرة للتخصصات. تمحور مؤتمر سيتي ديبايتس في نسخته هذه حول سرديات النزوح وطرق إعادة الإعمار مركزاً على تلك التقاطعات والتداخلات بينهما. لقد تمت مقاربة موضوع المؤتمر من نواحٍ عديدة منها الزمان، والمكان، والمجتمع المحلي، والنوع الاجتماعي، والهوية الطائفية، والذاكرات الشخصية والجماعية.