أطراف بيروت تروي قصّتها
خلافاً للرواية التاريخية السائدة التي تصف نموّ بيروت بالعملية المُنبثقة من نواة مادية أو إدارية مركزية، يسلِّط هذا المشروع الضوء على سرديات مأخوذة من أطراف المدينة تطرح معاً رؤية مُنقّحة لعمليّة إنتاج المدينة، وتظهر فيها المساكن العشوائية ومخيّمات اللاجئين والقرى القديمة كمختبرات لصنع المدينة.
من خلال التحليل العام لنموّ المدينة ودراسات الحالة المنفّذة في مواقع طرفية اختِيرت بعناية، يطرح المشروع إطاراً موحّداً لإعادة تصوّر تشكّل المدينة وأطرافها، ويكشف عن استمرارية العمليّات التي تربط مكوِّنات الإنتاج المكاني للمدينة (حركة الجهات الفاعلة ورأس المال ونماذج التنمية الاقتصادية). بالتركيز على الفترة التأسيسية المُمتدة من 1950 إلى 1975، يرمي المشروع إلى إنتاج تاريخ بديل لبيروت يستند على عقدين من العمل الميداني، جمعت منى فوّاز خلالها مجموعة كبيرة من المواد الأوّلية، من ضمنها روايات التاريخ الشفهي المُستمدّة من مخبرين رئيسيين، ومصادر الأرشيف الخاصّة والعامّة، بالإضافةً إلى مراسلات ووثائق رسمية وخرائط وصور جوّية.