خريطة إدارة وباء كوفيد-19 في لبنان: نطاقات السيادة الطائفية والتضامنية
الخلاصة:
استغل العديد من البلدان، بما فيها لبنان، انتشار وباء كوفيد-19 لإعادة فرض سيطرتها وتعزيز أجهزتها البوليسية والقمعية، ضمن مشهدٍ لا يبدو سلسًا بتاتًا. نناقش في هذه الورقة ما تعكسه إدارة الوباء في لبنان من إعادة استنساخ للنظام السياسي الطائفي ومن توترٍ بين الأحزاب السياسية القوية والمؤسسات العامة الضعيفة والمجموعات التضامنية ذات الأهداف المتباينة والتي تتصادم جميعًا حول تصوّرها لمستقبل البلاد. وقد أسسنا قاعدة بيانات تضمّ الجهات الفاعلة على أنواعها وفئات عملها المختلفة على امتداد المواقع الجغرافية مستعينين بمصادر متنوعة من المعلومات (وسائل الإعلام الإخبارية الإذاعية والمطبوعة والإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي)، كما حلّلنا أوجه التباين النطاقية والسياسية لإدارة الوباء. تُظهر الورقة البحثية أن الاستجابة لوباء كوفيد-19 في لبنان تُدار من خلال مفاوضات مستمرة حول نطاق السيادة الوطنية حيث تتجلى بعض الرغبات، وإن كانت خجولة، ببناء بلدٍ غير طائفي يواجه النطاقية الطائفية عبر دورات تتراوح بين التقدّم والتراجع.